في ساعات الصباح الأولى، شعر عدد من المواطنين في محافظات متفرقة بهزات أرضية متفاوتة الشدة، أعادت إلى الأذهان مشاهد زلزال دهشور الذي ضرب البلاد عام 1996، وبينما تساءل البعض عن طبيعة هذه الهزات ومدى خطورتها، خرج المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ليؤكد أن ما جرى اليوم يُعد الحدث الزلزالي الأقوى منذ ذلك الزلزال التاريخي.
هزات اليوم تسجّل الحدث الأقوى منذ ثلاثة عقود
الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد، أوضح أن النشاط الذي تم تسجيله بدأ بعد منتصف الليل بهزة ارتدادية بلغت قوتها 6.4 درجة، تبعتها هزات أخرى متتابعة، كان آخرها في منتصف النهار بقوة 3.2 درجة على مقياس ريختر، وهذه السلسلة من الهزات تمثل مرحلة ما بعد زلزال رئيسي وقع مساء أمس، وهي جزء من نمط طبيعي يسمى “النشاط الارتدادي”، ويشير إلى أن الطاقة الأرضية في طريقها للانحسار.
رغم التفاعل الشعبي الواسع مع ما حدث، أوضح رابح أن مثل هذه الظواهر ليست جديدة على الخريطة الزلزالية لمصر، إذ تُسجّل زلازل شبه يومية في البحر الأحمر والمتوسط، غالبًا ما تمر دون أن يشعر بها الناس، بسبب بعدها الجغرافي وقوتها المنخفضة.
وأشار إلى أن العلم حتى الآن لم يتمكن من التنبؤ المسبق بأي زلزال بدقة زمنية أو مكانية، وأن أقصى ما يمكن تقديمه هو نماذج تحليلية تعتمد على تاريخ النشاط الزلزالي واحتمالات تكراره.
قد يهمك أيضا: استيقظتِ مشلولة ولا تستطيعين الحركة؟ تعرّفي على الجاثوم وأسبابه
الجدير بالذكر أن زلزال دهشور عام 1996 تسبب حينها في أضرار جسيمة، وأدى إلى سقوط ضحايا وانهيار عدد من المباني، وهو ما يجعل المقارنة به اليوم مثيرة للاهتمام، خصوصًا في ظل تطوّر تقنيات الرصد والوعي المجتمعي بمخاطر الزلازل.
قد يهمك أيضا: انقطاع النفس النومي : اضطراب خطير يستدعي الانتباه
وفي تطور متزامن، شعر سكان عدد من الدول المحيطة بهزات قوية ناتجة عن زلزال وقع قبالة سواحل اليونان وجزيرة كريت فجر الأربعاء، حيث حذّرت السلطات اليونانية من احتمال تشكّل موجات تسونامي في المنطقة.